كيف نحمي أمن الكويت من الفتنة؟ | رجوع
ظهر حزب الله في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للاراضي اللبنانية 1982، وفي اوج الحرب الاهلية في لبنان والحرب العراقية ــ الايرانية، وشجعت ظروف الحرب المشتعلة في المنطقة جميع انواع العنف ان تزحف على لبنان حاملة معها مجموعات راديكالية، ولم يكن بإمكان حزب الله الذي نشأ في ظل تلك الظروف ان يبقى بعيدا عن دائرة العنف، بل كانت ظروف الحرب من العوامل التي جعلته يستخدم العنف في حربه ضد الخصوم، ويضاف الى ذلك انه عند تأسيسه انضمت اليه مجموعات متعددة وذات ماض خاص بها، فكان بعضهم اعضاء في حزب الدعوة والمنظمات الفلسطينية وغيرها من المنظمات الجهادية المتشددة، وسيطر على التنظيم عند تأسيسه الجناح الراديكالي بزعامة الشيخ صبحي الطفيلي، الذي آمن باستخدام العنف والارهاب حتى يستطيع الحزب ان يحقق اهدافه، واتبع الحزب اشكالا متعددة من العنف كخطف الطائرات والرهائن والاغتيالات والتفجيرات العشوائية في المناطق السكنية. ودار صراع في التنظيم بين الجناح الردايكالي والجناح المعتدل الذي كان يؤمن بالكفاح المسلح ضد العدو الاسرائيلي ويرفض استخدام العنف، ومنذ ان سيطر الجناح المعتدل على التنظيم عام 1991 بقيادة امينه العام السيد عباس الموسوي ثم السيد حسن نصر الله لم يمارس الحزب اي نوع من انواع الارهاب، بل سارع الى الافراج عن الرهائن واعلن انه ضد استخدام العنف والارهاب الذي يستهدف المدنيين او المصالح الغربية، حتى لما تمكن من هزيمة اسرائيل واجبرها على الهروب من الجنوب اللبناني عام 2000، مخلفة وراءها الميليشيات اللبنانية المتعاونة معها، رفض التشفي والانتقام منها وترك امرها للقضاء اللبناني، حتى لما يشارك في تظاهرات سلمية وتطلق النار على انصاره ينسحب فورا من الساحة ويطلب من القضاء ان يحقق في الحادث، لا خوفا ولا ضعفا ولكن حرصا على السلم اللبناني، ولكن رفضه لاستخدام العنف، لم يمنعه من مضاعفة استعداده لملاقاة العدو الاسرائيلي، لايمانه بأن هذا الكيان القائم على التوسع والعدوان سيكرر محاولاته لاحتلال لبنان، لذلك لما شنت اسرائيل الحرب في 2006 كان الحزب على اتم استعداد لمواجهتها، وهزمها هزيمة منكرة مازالت تعاني من نتائجها، ان هذه الانتصارات المجيدة التي حققها الحزب ونبذه للعنف اكبرته في اعين الجماهير العربية الاسلامية، وقامت تظاهرات التأييد للحزب في جميع انحاء العالمين العربي والاسلامي. ضمن هذا الاطار يجب مناقشة ما قام به النائبان عدنان عبدالصمد واحمد لاري، ضمن قوى الممانعة التي تتصدى للمشروع الصهيوني، انهما لم يقوما بعمل اجرامي يستوجب هذه الحملة الاعلامية المخيفة والمشبوهة التي لا تُعرف اهدافها، انهما لم يحملا سلاحا يهددان به احدا، انهما قدما رأيا والرأي يكفله الدستور والقوانين المدنية، فإذا كان عماد مغنية، كما وصفه بيان الحكومة الذي ادلى به الوزير فيصل الحجي، بانه مجرد مشتبه فيه وانه غير مطلوب من الحكومة الكويتية، اذا كان هذا هو موقف الحكومة الكويتية عند الحادث فلماذا هذا الصخب والضجيج؟ اننا نقرأ لأقلام تمجد جرائم اسرائيل، وتصف الشعب الفلسطيني المظلوم بأنه ارهابي، ولم يتصد احد لهذه الآراء المشبوهة. فنحن امام مفهومين للارهاب، المفهوم الصهيوني الذي يصف كل مواطن شريف يدافع عن حرية وطنه بالارهابي، اما الخائن العميل فهو الظريف المتسامح، ان اميركا بعد ان قررت احتلال المنطقة تبنت استراتيجية اعلامية اسمتها كسب القلوب والعقول، انها تنفق الملايين لشراء الصحافة والعملاء لنشر ثقافة الاستسلام لارادتها، لذا نرى التشجيع لمن ينشر ثقافة الاستسلام وتشويه سمعة من يتصدى للمشروع الصهيوني. ومن حقنا ان نتساءل عن الاسباب التي جعلت الكويت تتعرض للارهاب في الثمانينات، اليس لأننا رضينا ان نصبح طرفا في الحرب التي شنها صدام على ايران؟ لماذا لم تتعرض سلطنة عمان او بعض دول الخليج للارهاب؟ اوليس لأنهم نأوا بأنفسهم عن جحيم تلك الحرب فحافظوا على امنهم من شرورها، اما نحن فقد اقحمنا انفسنا في اتونها، وتبنينا سياسة اعلامية مخجلة تمجد جرائم صدام وتصف الشعب الايراني بأوصاف نخجل من ان تنسب الينا اليوم، لذلك عرضنا امننا للاخطار، ولما وضعت الحرب اوزارها وغزانا صدام ادركنا اخطاء سياساتنا الفاشلة، ذهبنا نعتذر لايران وقبلت ايران اعتذارنا، فما بالنا نكرر السياسة الفاشلة نفسها، التي عرضت امن وطننا للاخطار؟ اننا نعلم ان هناك احتمالات لقيام حرب في المنطقة بين اميركا واسرائيل من جهة وقوى الممانعة للمشروع الصهيوني، ان اميركا حركت سفنها الحربية الى السواحل اللبنانية لترهب من يمانع المشروع الصهيوني، فبدلا من ان تشجع المفاوضات والوصول للحلول السلمية، تريد نشر اشعال الحروب والفتن لفرض رأيها بقوة السلاح، فمن الخطأ الفادح ان ننجر لتلك الحرب ونضع انفسنا طرفا فيها، طرفها في خدمة المشروع الصهيوني الذي يريد ان يحتل المنطقة ويستعبد شعوبها، وعلينا في ختام هذا المقال ان نشكر رجل الاعمال الكويتي السيد ناصر الخرافي على موقفه العروبي الذي بدد الضلال في غمرة تلك الاحداث المثيرة. ونتمنى عليه ان يصدر جريدة يستقطب اليها من يحمل مثل تلك الافكار النيرة.
6/3/2008
|