الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
أوضاع العراق بعد سني الإحتلال | رجوع
لقد جاء جيش الاحتلال الاميركي الى المنطقة للهيمنة عليها والانطلاق منها للسيطرة على العالم، متذرعا بأسباب كاذبة، ولقد خلق المحتل في العراق ظروفا سيئة وخطرة مزقت النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، لذا يجب مواجهتها وعدم التستر عليها او تجاهلها. لأنها ستقتل الشعب وتدمر الدولة وستمتد اخطارها الى الدول المجاورة. والآن مضت اربع سنوات على احتلال العراق ولم يتحول العراق الى واحة تشع منها الديموقراطية كما زعم المحتلون وأدواتهم، بل تحول الى دولة فاشلة، تسيل فيها الدماء، وتهدم البيوت ودور العبادة ويعذب السجناء وتنتشر فيها فرق الموت وميليشيات الرعب التي تخطف وتقتل وتغتصب. وتدهورت الخدمات التي تقدمها الدولة كالصحة والتعليم والكهرباء والماء. 
وبعد تعثر المشروع الاميركي في العراق، قدم بعض خبراء اميركيين توصياتهم التي تطالب بضرورة الانسحاب من المستنقع العراقي ومعالجة الازمة معالجة سياسية لا تعتمد فقط على القوة العسكرية وتتجاهل الحلول السياسية. وبدأ اغلب الشعب الاميركي يطالب بوقف حروب بوش الكارثية. عندئذ ازداد الرئيس بوش عنادا فأصم اذنيه وأعمى عينيه عن سماع او رؤية جميع نصائح المخلصين لأميركا، فأعلن انه قد تبنى استراتيجية ستحقق النصر، وتعتمد تلك الاستراتيجية كسابقاتها على الاستمرار في ارتكاب المجازر والتدمير واتباع اساليب الكذب والخداع، فهو رجل لا يحمل في رأسه سوى الشر والفتنة، وأكبر كذبة لهذا الانسان ادعاؤه انه يوحى اليه بمحاربة المسلمين وتدمير دولهم، عندئذ طلب من ادواته في العراق والمنطقة الاستعداد لتنفيذ تلك الاستراتيجية، وطالبهم بتنفيذ حكم الاعدام في صدام فجر عيد الاضحى، استهانة بعواطف المسلمين وتحقيرا لمعتقداتهم، لتعميق الصراعات الطائفية في العراق والمنطقة، ليكون ذلك الصراع مقدمة لتنفيذ تلك الاستراتيجية الشريرة. 
والآن بعد ان ذهب صدام ونظامه، كيف نحافظ على العراق وطنا عربيا موحدا ونحاصر الاقتتال الطائفي الذي يريد المحتل اشعاله في العراق والمنطقة؟ خاصة بعد ان أكد الواقع فشل استراتيجية بوش الجديدة على جميع الاصعدة؟ فهي لم تستطع بعد مرور 4 سنوات على بدايتها ان تحقق اي انجاز يذكر، فعلى الصعيد الامني ازداد الفلتان الامني سوءا وتنامت خسائر الجيش الاميركي في الارواح والمعدات وتدنى مستوى الخدمات العامة في الدولة الى ادنى مستوياته، واستشرى الفساد الاداري والسرقات في الاجهزة الحكومية، مما دفع السفير الاميركي الجديد في العراق ريان ووكر لوصف العراق بأنه اصبح جمهورية الخوف، وفي يوم الاثنين 4/8 تظاهر اكثر من مليوني عراقي في الذكرى الرابعة للاحتلال، ممثلين لغالبية اطياف الشعب العراقي، حاملين الاعلام العراقية منددين بتواجد جيوش الاحتلال في بلادهم ومطالبين بخروج المحتل من ارض العراق، هاتفين 'نموت ولا نتنازل عن حريتنا وكرامتنا وكرامة وطننا' مما يدل على ان الهيمنة على العراق اصبحت عصية بعيدة المنال، فمن المستحيل السيطرة على دولة شعبها على استعداد لأن يموت دفاعا عن حريتها. 
ان هذه المشاهد الرهيبة أدت الى ظهور صراع او خلاف بين الشعب الاميركي ممثلا في مجلس النواب والشيوخ، وإدارة الرئيس بوش، حيث اشترطت غالبية اعضاء المجلسين الموافقة على إقرار الميزانية التي خصصها بوش لمحاربة الارهاب، بتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق، ولما اعلن بوش غاضبا انه سيستخدم الفيتو لنقض قرار الكونغرس، ردت عليه رئيسة المجلس قائلة: عليك ان تتخلى عن انفعالاتك وتتأنى فأنت اعجز من ان تشكل الشرق الاوسط وفق معتقداتك. 
نرجو ان تساهم المستجدات التي حدثت على الساحة الدولية والاقليمية وداخل العراق في معالجة هذه الازمة الخطيرة، ونرجو ان تساهم القمة بين السعودية وإيران وحضور ايران وسوريا لمؤتمر بغداد، وهما من الدول الممانعة للمشروع الاميركي، والمظاهرات التي اجتاحت مدن العالم بمناسبة مرور اربعة اعوام على الاحتلال خاصة في اميركا واوروبا منددة بحروب بوش وجرائمه ضد الانسانية، والتظاهرة الضخمة التي شهدتها مدينة النجف وتأييد مؤتمر القمة العربي في الرياض لما اشار اليه خادم الحرمين، بأن العراق العربي تسيل دماء شعبه في ظل احتلال غير شرعي، والتحولات التي برزت في المجتمع الاميركي والتي تدل على وجود صراع او خلاف بين الشعب الاميركي ممثلا في مجلسي النواب والشيوخ وإدارة بوش وقيام رئيسة الكونغرس بزيارة دمشق للتفاهم معها، رغم معارضة البيت الابيض، ودافعت عن زيارتها قائلة: إنها مهمة تهدف الى حماية الامن القومي الاميركي، وجزء من مسؤوليتنا في البحث عن وسائل تجعل العالم اكثر امنا، والاعتراف بدور القوى الفاعلة اقليميا خاصة سوريا، مدركة ان مصالح الشعب الاميركي تتطلب تحولا عن سياسة الغطرسة والتعالي على دول المنطقة التي تنتهجها ادارة بوش. نرجو ان تساعد هذه المستجدات في إطفاء نار الحرب المشتعلة في العراق. 


4/14/2007
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com