الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
قدرة الفلسطينيين على بناء دولتهم | رجوع
قدرة الفلسطينيين على بناء دولتهم د. عبدالمحسن حمادة نشر في 19-11-2025 الآن وبعد أن أوشكت الحرب، التي تشنها إسرائيل على غزة منذ عامين، أن تضع أوزارها، وتشكل مجلس السلام في غزة، وأرسلت الولايات المتحدة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين، سيمنح الولايات المتحدة والدول المشاركة تفويضاً، لإدارة وتوفير الأمن حتى نهاية 2027، وسيكون مشروع القرار داعماً لخطة ترامب للسلام في غزة، واجتمع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مع الأعضاء العشرة المنتخبين في مجلس الأمن، إلى جانب الشركاء الإقليميين، كالسعودية ومصر وقطر وتركيا والإمارات، وأعربت عدة دول عن استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار هذه، وقال الناطق الأميركي: بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترامب ستحقق الولايات المتحدة نتائج ملموسة في الأمم المحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية... ولوضع حد نهائي لعقود من القتال، وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوسط، على الشعب الفلسطيني، وحكومة التكنوقراطيين الذين سيتم اختيارهم لحكم فلسطين الموحدة والناشئة لمدة عامين، أن يفكروا طويلاً كيف ينجحون في هذه المهمة الصعبة، ويثبتون للعالم أجمع، والدول التي ناصرتهم في قضيتهم، أنهم جديرون للقيام بهذه المهمة، وستحاول حكومة نتنياهو المتطرفة عرقلة قيام هذه الدولة، فعلى حكومة فلسطين ألا تهتم بهذا اللغو، فدولتهم أصبحت منضمة للأمم المتحدة، وأي اعتداء عليها يعد اعتداء على القانون الدولي، والرئيس الأميركي شكل قوة دولية لحفظ السلام في المنطقة، ولن تستطيع تلك الحكومة المتطرفة أن تعمل شيئاً أمام الواقع الجديد، وظهرت مشكلة العالقين من «حماس» في نفق قرب رفح، وطالب وزير الدفاع في الحكومة المتطرفة بإبادتهم جميعاً، على اعتبارهم إرهابيين، بينما طالبت الولايات المتحدة بتوفير مخرج آمن لهم، لكي لا يتجدد القتال مرة أخرى.  كل هذه مؤشرات تدل على أن حكومة نتنياهو المتطرفة لا ترغب في السلام، لأن السلام قد يزيد الخلافات التي بينهم، «وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة»، (سورة المائدة - 3)، «بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى»، (سورة الحشر - 13).  نأمل أن تتمكن الحكومة الفلسطينية، التي سيتم اختيارها، من التغلب على تلك العقبات، وتبدأ ببناء دولة فلسطين الجديدة بهمّة وعزيمة، وليذكر لهم التاريخ ذلك، وعلى الدول العربية أن تساندهم لتحقيق تلك المهمة الصعبة. وأرى أن المنظمات الفلسطينية، مثل فتح وحماس ومنظمات الجهاد الإسلامي، التي تشكلت قبل ذلك، عليها أن تبادر بحل نفسها، وبالرغم من أن تلك المنظمات قامت بدور مهم في تحرير فلسطين وتشكر عليه، لكن فلسطين الجديدة، ليست بحاجة إلى ميليشيات مسلحة، بقدر ما هي بحاجة إلى رجال دولة وفكر لبناء الدولة الجديدة، ويجب أن يكون شعارهم «فلسطين أولاً»، وعلينا أن نتذكر كيف قامت «حماس» بانقلاب عام 2007 على الحكومة الفلسطينية التي وحدت الضفة وغزة، رغم أن الراحل إسماعيل هنية، رئيس «حماس»، كان هو رئيس وزراء تلك الحكومة، وأي مشكلة كان بإمكانه مناقشتها داخل مجلس الوزراء، بدلاً من القيام بذلك الانقلاب، ونسف الجهود التي بذلتها الدول العربية لتوحيد الضفة وغزة، ولكي لا تلدغ فلسطين من جحر واحد مرتين. الشعب الفلسطيني مرهق ومجهد، رجالاً ونساء وأطفالاً، ومن الواجب أن يوفر له الأمن والاستقرار.

اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/115129

11/19/2025
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com