|
|
|
|
 |
شمعات مضيئة من تاريخنا | رجوع
شمعات مضيئة من تاريخنا د. عبدالمحسن حمادة نشر في 04-06-2025 في بلادنا شخصيات كثيرة أسهمت في تقدمنا وفي تطوير الدولة واستقرارها. وسأركز في هذا المقال على 3 شخصيات، وهم صاحب السمو الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وصاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله وأطال بعمره. يجب الإشارة إلى أنه من الصعب اختصار صفات كل شخصية من هذه الشخصيات في سطور قليلة، ولكن ظروف المقال تحتم ذلك. أما بالنسبة للأمير الراحل جابر الأحمد فقد اكتسب خبرة سياسية ومالية وإدارية واسعة قبل أن يتولى مسند الإمارة، إذ كان وزيراً للمالية منذ عهد الأمير عبدالله السالم بطل استقلال الكويت وراعي الدستور الكويتي. وكان للسياسة المالية، بصفة خاصة في تلك الفترة، فترة تطور الدولة في كل مجالات الحياة، أهمية بالغة. ثم أصبح ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء في عهد الأمير الراحل الشيخ صباح السالم. وهكذا مكّنته هذه الخبرة التي اكتسبها من حسن إدارة الدولة وإدارة الأزمات التي تواجهها، وإليه يرجع الفضل في تأسيس صندوق الأجيال القادمة، لضمان حياة كريمة لهم في حالة نضوب النفط. ولما تولى الأمير جابر، رحمه الله، مسند الإمارة، تم اختيار الأمير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم لمنصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء، إلا أن ظروفه الصحية لم تمكنه من الاستمرار. وسأشير إلى موقف سمو الشيخ جابر في فترة الاحتلال، كيف أقنع الدول وخاصة الدول الكبرى بضرورة دحر المحتل. لذلك نرى الرئيس الأميركي بوش الأب بصفته أكبر رئيس دولة ساهمت في دحر المحتل، يمسك بيد سموه ويقول إن أغلبية دول العالم أيدتكم لأنكم دولة ديموقراطية ولديكم دستور. وطالبه بالحفاظ على نظامه الديموقراطي ودستور 1962. ولما وصل سموه أرض المطار سجد شكراً لله الذي رد البلاد لأهلها. وقال مخاطباً الشعب الكويتي: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾. النساء آية 86. إن الشعب الكويتي بموقفه الرافض للمحتل وتمسكه بقيادته قدم لنا تحية طيبة، والله يأمرنا أن نرد بأحسن منها، فعسى الله يساعدنا على ذلك. ويقول سفير الكويت في واشنطن السيد أبو الحسن، إن سمو الأمير ألقى كلمة في الجالية الكويتية أثناء زيارته لواشنطن. وكان الطلبة يقاطعون كلمته بهتافات، «بالروح نفديك يا جابر»، نصحهم قائلاً: «قولوا بالروح بالدم نفديك يا كويت، الكويت هي الوطن الباقي بإذن الله، أما الأشخاص فزائلون، لا نردد كلمات الشعوب التي تؤلّه حكامها». أما بالنسبة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد فامتاز بهدوء طبعه وابتسامته المشرقة. وتمكن من خلال توليه وزارة الخارجية فترة طويلة وحرصه على حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من فهم السياسات الدولية وأهم الأزمات العالمية. وكيف تحاول كسب المؤيدين لقضاياها، واهتم اهتماماً كبيراً بحل النزاعات بين الدول وخاصة الشقيقة والصديقة. وآمن بحل النزاعات بين الدول عن طريق التفاوض أفضل من اللجوء إلى الحروب. وما مشكلة تحدث في العالم إلا وأسهم في حلها. حتى لُقب من قبل الأمم المتحدة بأمير الإنسانية. ولم يمنعه تقدمه في السن ومرضه من مساهماته في معالجة المشكلات الحادة. ولما سمع الرئيس ترامب أثناء رئاسته الأولى باشتداد مرضه أرسل طائرة الرئاسة الخاصة لعلاجه في أميركا، وحالت إرادة الله دون ذلك، رحمك الله يا أمير الإنسانية. أما بالنسبة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله وأطال بعمره، فقد أدرك أن الديموقراطية في الكويت قد انحرفت عن مسارها الصحيح، واستغلها بعض النواب لتحقيق مصالح خاصة أو طائفية أو قبلية، أو انتماءات سياسية. والديموقراطية إذا استمرت بهذا الاتجاه قد تكون على الدولة أخطر من النظام الدكتاتوري، ورأى سموه أن أول خطوة لتصحيح المسار الديموقراطي تكمن في تنظيف كشوف الناخبين من المزورين والمزدوجين والمتاجرين بالجنسية، وهو ملف شائك ومعقد، فنرجو من الله، خصوصاً في هذه الأيام المباركة أن يوفقه إلى ذلك
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/99734
6/5/2025
|
|
 |
|
|
|
|