أنظمة عربية ومسؤوليتها عن جرائم الحرب في العراق | رجوع
قد تكون الادارة اليمينية ـ الاميركية هي المسؤول الاول عن تلك الجرائم، لأنها تمارسها وتنفذها على ارض الواقع، وهم الذين أوقدوا نار تلك الحرب متجاهلين اصوات الاحرار في سائر انحاء العالم الذين استنكروها ووصفوها بانها حرب عدوانية قذرةِ ولكنهم اشعلوا تلك الحرب للسيطرة على ارض العرب والمسلمين، واتخاذها جسرا لتكوين امبراطوريتهم التي يحلمون بهاِ الا اننا نعتقد ان هناك انظمة عربية تتحمل وزرا عن تلك الجرائم امام الله والتاريخ، اكبر من وزر تلك الادارةِ وذلك لانهم هم الذين شجعوا اميركا على ارتكاب تلك الجرائم، وشجعوها بسكوتهم المريب والمهين عن تلك الجرائم التي استنكرتها منظمات حقوق الانسان في اميركا وأوروبا، الا انهم فضلوا السكوت ظنا منهم ان ارضاء اميركا أهم من مناصرة شعب عربي مظلوم تغتال حريته وكرامته وتراق دماؤه وتنهب ثرواتهِ لم يتحركوا في اروقة الامم المتحدة للتعاون مع الدول التي تعارض العدوان وتدرك خطورتهِ لم ينبهوا شعوبهم لأخطار ذلك العدوان والتحالف الاميركي ـ البريطاني ـ الاسرائيلي ضد المنطقةِ لم يعقدوا مؤتمرا واحدا لدراسة اخطار ذلك العدوان والتحالف ضد شعوب المنطقة، والتشاور في الاجراءات التي يجب اتخاذها للتصدي لتلك الاخطار، لا سيما بعد ان اصبحت جيوش الغزاة تحتل المنطقة وتحيط بها من كل جانب. بل الأدهى من ذلك ان هناك انظمة عربية واسلامية خططت وتعاونت مع الغزاة وقدمت لهم كل التسهيلات لانجاح مخططاتهم الشريرة في المنطقةِ سخروا اعلامهم الكاذب لخداع الشعوب وتضليلها وتسميم عقولها وافكارها، لتجميل صورة الغزاة المعتدين، والتستر على اهدافهم ونواياهم الشريرة، وتشويه صورة المقاومة الباسلةِ عقدوا مؤتمرات صورية تجلى فيها ممثلو تلك الانظمة كأنهم دمى تحركهم اميركا بالواجهة التي تريدِ جاءوا الى تلك المؤتمرات لاقرار بيانات ختامية وضعت بنودها في واشنطن، ولم يستطيعوا تغييرها او التداول فيها لصالح الشعب العراقي ومقاومته الباسلةِ جاءوا الى تلك المؤتمرات لرفع شعارات زائفة تمحو من الذاكرة العربية جوهر المشكلة التي حولت العراق الى جحيم وخرابِ جاءوا لدعم السيناريوهات الاميركية، حيث يصر بوش وحكومته المتطرفة على ضرورة اجراء الانتخابات في الموعد الذي حددوهِ وكأن هذه الادارة اليمينية معنية بأمن العراق واستقرارهِ وعلينا ألا ننسى ان احتلالها وتداعياته هما اصل المشكلة، اي انهم جاءوا لدعم الاحتلال وحكومته العميلة واسباغ الشرعية عليهما. كما تحركوا مسارعين لضرب الثوابت الدينية والثقافية لهذه الامة كالثوابت التي تطالب ابناء الامة ان يتوحدوا لمواجهة الاعداء والاخطار التي تواجهها كالحديث الذي يقول 'مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى' او الآية التي تقول 'وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين'ِ فمن الواضح ان الاسلام شرع الحرب للدفاع لا من اجل التوسع او السيطرة، فمتى اعتدى كافر على ارض عربية وجبت محاربته لاخراجه منهاِ أرادوا ضرب هذه الثوابت عن طريق تحريف مناهج التعليم وبخاصة مناهج الدين واللغة والتاريخ الاسلاميِ فتحت شعار نشر ثقافة المحبة والسلام يحاولون حذف الآيات والاحاديث وسير العظماء والمقطوعات الادبية التي تساهم في بناء الشخصية العربية المسلمة التي تعتز وتفتخر بدينها وثقافتها وتاريخها ومستعدة للتضحية بالمال والنفس للحفاظ على ارض الامة ودينها وثرواتهاِ لتبني انسانا ضعيف الشخصية مسلوب الارادة مطموس الهوية يعجب بالثقافة الاميركية وينبهر بقيمها ويحتقر ثقافته ودينه يرضى بالذل والعبودية والانقيادِ انه لمن دواعي السخرية انهم في الوقت الذي يريدون تربية ابنائنا على التسامح والرضا بالذل في حين يزداد المحافظون الجدد حماسا في حربنا وكراهيتناِ ويضاف الى ذلك كله انهم حاربوا الجمعيات الخيرية وحدوا من نشاطاتها في جمع اموال الزكاة والصدقات لانفاقها على المحتاجين من ابناء هذه الامة او على مشاريع خيرية تساعد على نشر الاسلام ونشر الثقافة العربية والاسلامية في مجتمعات متعددة وتقوي مستقبل العرب والمسلمين. انه لمن المؤسف حقا ان هذه الامة العظيمة، وهي في أوج التحديات الخطيرة التي تواجهها، ان تحكم من بعض انظمة ضعيفة متخاذلةِ تريد ان تقودها الى الذل والعبودية والهوان، واخضاعها للهيمنة الاميركية ارضاء لأميركا كي تحافظ لها على عروشها ولا تفكر بالتخلص منها واستبدالها بأنظمة جديدةِ ومن ثم اصبحوا يتسابقون بتقديم صنوف الولاء والتنازلات لهذا العدو الذي اراق انهارا من الدم العربي المسلم، واصبحت اهدافه في المنطقة واضحة وهي الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها ودعم اطماع اسرائيل وتوسعاتهاِ وسحق من يعارض تلك السياسة بلا رحمة ولا هوادة. ان اقسى انواع الغش ان يغش الحاكم شعبه ويخدع أمتهِ فهذه الانظمة التي تعتقد انها تستمد قوتها ووجودها من اعداء الامة، فتربط مصيرها بمصيرهم وتتآمر معهم ضد مصير الامة ومستقبلها ومصالحها لا شك انها تخدع هذه الامةِ وبكل تأكيد ان شعوب المنطقة لن تسمح باستمرار الانقياد الى مستقبل مظلمِ فهذا يتناقض وحقائق التاريخ التي تؤكد ان هذه المنطقة يسكنها شعب تجمعه مشاعر وروابط تكاد توحده بالرغم من مشاعر التفكك التي تبدو عليهِ فعندما يتعرض اي شعب او جزء من المنطقة لأخطار تشعر باقي شعوب المنطقة بأن الواجب يفرض عليها ان تهب للمساعدةِ تجلى ذلك بوضوح ابان الغزو الصليبي والمغولي والاحتلال الاوروبي في العصر الحديث. ان الشعب العربي صاحب التاريخ والحضارة العظيمة ليس من السذاجة لتضلله ابواق الدعاية الفاسدةِ فلن يسمح بأن يتنازل عن حريته للغزاةِ فلا نعلم انه قد يكون العدوان الاميركي على المنطقة ومساندة بعض الانظمة العربية لذلك العدوان، قد يكون عامل قوة لاحياء المنطقة وبعثها من جديدِ فخير للمقاومة الباسلة ان تقف مثل هذه الانظمة الفاسدة ضدها بكل وضوح، فان ذلك خير من ان تساندها بألسنتها بينما تعمل بالخفاء على ذبحهاِ فلعل الله قدر لهذه الامة ان تمر بهذه المحن القاسية حتى تميز بين الطيب والخبيث، ولعل هذا هو السر في قوة المقاومة وانها تزداد قوة في كل يوم، وتقف صلبة قادرة على الدفاع عن نفسهاِ وان ابناء الامة يشتعلون غيظا وهم يشاهدون رموز هذه الانظمة يبتسمون وهم يضعون ايديهم في ايدي اعداء هذه الامة اثناء لقاءاتهم المتكررة.
12/25/2004
|