الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
في رثاء يوسف النصف | رجوع
في رثاء يوسف النصف د. عبدالمحسن حمادة نشر في 19-02-2025 «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)». (الحديد) يرى المفسِّرون لهاتين الآيتين، أن الله قد كتب في اللوح المحفوظ، قبل خلق الخليقة بخمسين ألف عاماً، كل ما سيحدث على هذه الأرض من مصائب أو مكاسب تواجه البشر. وهو سبحانه وتعالى يُخبرنا بذلك، لكي لا يحزن الإنسان حزناً يصل إلى حد اليأس والقنوط إذا حلَّت به مصيبة، ولا يفرح فرحاً يصل إلى حد الغرور إذا حقق بعض الإنجازات، أو كما يصف الإنسان في آية أخرى «فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49)». (الزمر) فعلى الإنسان، وبصفة خاصة المسلم، أن يؤمن بقضاء الله وقدره. تعرَّفت على الزميل الغالي المرحوم أبوعمر في عام 1958، وكُنت يومئذ مع والدي في لندن، إذ كان والدي، رحمه الله، يقضي فترة علاج في أحد مستشفياتها. أما أبوعمر، فكان شاباً في مطلع العشرينيات، وطالباً في إحدى الجامعات البريطانية. جاء إلى المستشفى لزيارة والدي، وزيارة المرضى من العادات الطيبة التي يتصف بها الشخص الكريم. وأراد أبوعمر أن يلتزم بكل خصلة كريمة، وهو في تلك السن المبكرة، فمن شب على شيء شاب عليه. ومع تكرار زيارته لوالدي تعرَّفت على شخصيته الكريمة. كان والدي يعرف والده وأعمامه ومعظم عائلة النصف الكريمة. كان يسأل والدي عن أمور تتعلَّق بتاريخ الكويت ومستقبلها، وكانت لديه إجابة لكل ما يطرحه من أسئلة، إلا أنه أحب التعرُّف على آراء أخرى. كان يتطلَّع إلى مستقبل باهر للكويت إذا تعاونت الحكومة والشعب في استغلال ما لدولتنا من إمكانات وتم توظيفها لمصلحة الدولة. لذلك أسس مع زميله عبدالله المفرج جماعة الوفاق، وكان يدعو الأطراف المختلفة إلى التعاون لمصلحة الدولة. ولما جاء بلير إلى الكويت ولديه رؤية مستقبلية لدولتنا، دعاه إلى ديوان النصف العامر، لطرح رؤيته، وليستمع للرأي الشعبي. رحمك الله يا أبا عمر. بذلت كل جهدٍ لخدمة وطنك، لكن كثيراً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالتأثير القبلي والطائفي والأحزاب المتطرِّفة أقوى مما نتصوَّر. ولكن كما كنت ترى وتردِّد علينا ألا نيأس، وأن القادم أفضل من الماضي، علينا أن نعمل بإخلاص ونية سليمة، وعلى الله التوفيق. رحمك الله يا أبا عمر، وأسكنك فسيح جناته، وأنزلك منزلة الصالحين والمقرَّبين. الأكثر قراءة غرفة الأخبار يوم الاسبوع الشهر 1 حبس المدين المتعنت بالسداد 19-02-2025 2 لجنة خماسية لتظلمات «الجنسية» 19-02-2025 3 شكوى لإيقاف عرض «الكابتن» في رمضان 18-02-2025 4 وفاة الكيميائي الإيطالي فرانتشيسكو ريفيلا مخترع النوتيلا 18-02-2025 | 12:35 5 وزير الكهرباء: مليار دينار لمشاريع الطاقة المتجددة 19-02-2025 6 هل أضاع ترامب هيبته وهيبة أميركا بكثرة التهديد؟! 19-02-2025 7 «الداخلية»: 23 نقطة أمنية في خطة الاحتفالات الوطنية 18-02-2025 | 11:47

اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/90660

2/19/2025
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com