حرب إبادة أيديولوجية ضد العرب والمسلمين | رجوع
يشن اليمين الصهيوني المتطرف حرب ابادة على العرب والمسلمينِ فالطائرات والصواريخ والاسلحة الثقيلة التي تحصد الابرياء وتهدم المساكن والمساجد والمصانع يقودها يمين متطرف في واشنطن ولندن وتل ابيبِ والضحايا عرب ومسلمون من فلسطين وافغانستان والعراقِ واي شعب عربي ومسلم مرشح لمثل هذا العدوان في المستقبلِ فتحت شعار محاربة الارهاب اصبحت اميركا اكبر قوة ترعى الارهاب وتمارسهِِ تنتهك استقلال الدول وتلغي حرية الشعوبِ تحارب دولا وشعوبا ضعيفة لم ترتكب اي خطأ في حقها، معتبرة العالم العربي والاسلامي ارضا وشعبا مستباحا لها، طبقت ابشع اساليب الارهاب للسيطرة والهيمنة عليه. فماذا عمل العرب والمسلمون حتى تشن عليهم هذه الحرب العدوانية؟ اذا كان بن لادن وجماعته كما يزعمون هم المسؤولين عن احداث ال 11 سبتمبر، فهل يجوز ان ينظر الى العرب والمسلمين جميعا بانهم شعب ارهابي ويجب معاقبة اكثر من مليار انسان لجريمة يظن ان من ارتكبها 18 فردا؟ اي شرع يقر هذا الزعم الباطل؟ اليس المبدأ الذي تؤكد عليه الديانات والقوانين هو 'الا تزر وازرة وزر اخرى'؟ِ الا يعلم العالم ان اميركا هي التي امدت بن لادن وجماعته بالمال والسلاح، واوصلت جماعة طالبان الى الحكم؟ الا يعلم ان غالبية الدول العربية تكره التطرف، ولم تعترف بحكومة طالبان؟ واذا كان بن لادن وجماعته المسؤولون عن احداث 11/9 كما يدعون متواجدين في افغانستان وقامت اميركا باحتلال افغانستان وقتلت آلافا من شعبه، فلماذا احتلت اميركا العراق والغت سيادته وقتلت الآلاف من شعبه ودمرت مدنه وتشعل فيه الفتن الطائفية والقبلية سعيا الى اضعافه وتفكيكه، لا سيما بعد ان اكدت لها مخابراتها انه لا يمتلك اسلحة دمار شامل ولا توجد صلة بين نظامه وبن لادن، وليس له علاقة في احداث سبتمبر؟ لماذا تصر اميركا على مواصلة عدوانها على العرب والمسلمين، وتتحالف مع شارون وتشجعه على ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني وهدم مدنه وممتلكاته؟ لماذا ترفض ان تضع نهاية لممارساتها الاجرامية ضد العرب والمسلمين وبعد احتلال العراق بدأت تهدد سوريا وايران والسودان ومصر والسعودية واي شعب عربي يرفض الوصاية الاميركية؟ لماذا هذا كله؟ لاشك ان اليمين المسيحي الاميركي المتطرف لعب دورا اساسيا في شن هذه الحربِ لا سيما ان هذا التيار اصبح يشكل قوة سياسية وانتخابية واجتماعية كبرى في المجتمع الاميركيِ وينظر انصاره الى اسرائيل بانها دولة مقدسة، وان مناصرتها تنبع من اساس لاهوتي عقائدي وثقافيِ لا كما يعزوها البعض لاسباب استراتيجية او لتأثير اللوبي اليهوديِ انه لمن السطحية تفسير انحياز اميركا لاسرائيل بتأثير اللوبي اليهوديِ فالشعب الاميركي ليس شعبا ضعيفا او مستكينا ليمكن 2.5% من السكان ليتحكموا بمصيره ومصالحهِ فهذا التيار يؤمن بضرورة قيام دولة اسرائيل الكبرىِ ولتحقيق ذلك يسعى لارهاق جيرانها واضعافهم بالحربِ فهم ينظرون الى العرب على انهم لصوص سرقوا ارض المسيحِِ فمصر وسوريا وفلسطين كانت دولا مسيحية قبل مجيء الاسلام فلا بد من اعادتها الى وضعها الطبيعيِ ولا بد ان تسخر اميركا قوتها العسكرية والسياسية لتحقيق هذا الهدف المقدسِ كما اقتضت مصالح رجال المال والاعمال والسلاح شن هذه ا لحربِ فهم يؤمنون ان اميركا يجب ان يكون لها عدو لتظل مستيقظة وقوية وتنشط صناعاتها العسكرية والاقتصاديةِ فبعد سقوط الشيوعية بدأ هذا التيار باحياء الحلم القديم الذي راود ذهن المؤسسين الاوائل الذين كانوا يعتقدون بانهم شعب الله المختار، وانهم يجب ان يقودوا العالمِ فبعد الانتصار على الشيوعية بدأوا يحلمون بتكوين الامبراطورية الأميركية الكونية التي يجب ان تسيطر على العالم وتدمر كل قوة منافسةِ وتأكد لهم ان الخطوة الاساسية لتحقيق هذا الحلم يجب ان تبدأ بالسيطرة على ارض العرب والمسلمين للاستفادة من موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية. وهكذا تحالف اليمين الديني ورجال المال والسلاح والتقت مصالحهم على شن هذه الحرب فبدأوا يروجون للافكار التي تنادي بان العرب والمسلمين هم اعداء اميركا بعد سقوط الشيوعيةِ وان الحضارة العربية والاسلامية مليئة بالقيم المتناقضة مع القيم الاميركية فلا بد من تدميرها، ومن ثم اخذوا يخططون لتلك الحرب ووضعوها ضمن استراتيجيتهمِ وبدأوا يضعون المقدمات ويخلقون الظروف المواتية لهذه الحربِ ومن اهمها الحرب الكردية والحرب الايرانية العراقية وغزو الكويت، وجميعها تم بتشجيع اميركيِ وهكذا التقت مصالح دينية عقائدية واقتصادية لاشعال هذه الحرب، فانتهزت تلك الاطراف وهي القوة المسيطرة على اميركا احداث ال 11/9 لشن هذه الحرب العدوانية والتي لا يعرف الا الله متى ستنتهي ومدى حجم الدمار الذي ستسببه وضحاياها من البشر. ولعل ما يؤكد لنا ان هذه الحرب الدائرة حرب عقائدية تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال وجنوده على ارض العراق منذ ما يقرب من عامينِ ففي مدينة الفلوجة الباسلة حوصرت تلك المدينة الصغيرة اكثر من ثلاثة اسابيع، ومنعت عنها المساعدات الطبية والانسانية، واحاطوها بسياج اعلامي فلم يسمحوا الا بالاخبار التي يريدون ايصالهاِ فشاهدنا جنود الاحتلال يبتسمون وهم يزودون طائراتهم باسلحة الموت والدمار لتنطلق من حاملات الطائرات العملاقة لتقتل الابرياء وتهدم بيوتهمِ رأيناهم يهدمون المساجد ويدوسون باحذيتهم القذرة على السجاد الذي يسجد عليه المصلونِ رأيناهم يتباهون بقتل الجرحى والمرضى والضعفاءِ حدث هذا في شهر رمضان وفي العشر الاواخر وفي ايام العيدِ امعانا في احتقار المسلمين واذلالهم، وتأكيدا على انهم لا يقيمون وزنا لدينهم، وارضاء للناخب اليميني الذي اعاد انتخاب بوشِ ان ما حدث في الفلوجة حدث مثله في النجف وسائر مدن العراق، حيث قتل اكثر من 100 الف من الابرياءِ وبعد مجازر الفلوجة ظهر السفير الاميركي ليعلن بكل غطرسة ان هذا درس لكل من يقف في وجه الديموقراطيةِ ويعني درسا لمن يقف في وجه الهيمنة الاميركيةِ فليس امامهم الا خيار الابادة او الركوع للهيمنة والعبودية. ان هذا التحالف بين المتدينين ورجال المال والسلاح ليس جديدا في السياسة الاميركيةِ فطالما وفر المتدينون الغطاء الديني والتبريرات للمجازر وحروب الابادة التي ارتكبت طوال التاريخ الاميركي من حرب الهنود الى حرب العراقِ فالسياسة الاميركية لم تتغير من واشنطن الى بوش الابنِ فالمذابح طالما انها ترتكب من جنود اميركا فهي شرعية وتنفذ باوامر الهيةِ ان الجرائم التي ترتكبها اميركا في العراق اشد وحشية من جرائم النازية وشارونِ وان صدام الذي قالوا انهم جاءوا ليخلصوا شعب العراق من ظلمه واستبداده يبدو امام جرائمهم انه حمل وديعِ فندعو الله ان يصبرك على هذا البلاء يا شعب العراق ويرزقك القدرة على مواجهة الاعداءِ ونشهد انك شعب شجاع لا ترضى بالذل والعبودية وستدافع عن عقيدتك وارضك وشرفك ومقدساتك وثرواتك.
5/12/2004
|