|
|
|
|
 |
شعرة معاوية والاستفادة منها في سحب الجناسي | رجوع
رة معاوية والاستفادة منها في سحب الجناسي د. عبدالمحسن حمادة نشر في 12-02-2025 معاوية مؤسس الدولة الأموية، وأحد كتاب الوحي، ومن دهاة العرب، ولما سئل - رضي الله عنه- كيف حكمت الدولة طوال هذه الفترة، دون أن تواجه مشكلات؟ أجاب: «لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إذا شدوا أرخيتها، وإذا أرخوا شددتها». لخص فلسفة حكمه في هذه العبارة التي أصبحت مصطلحاً سياسياً. متى يستخدم الشدة ومتى يستخدم اللين. الدولة بحاجة إلى اللين والشدة، ولكن تكمن الحكمة في اختيار الوقت الملائم لكل منهما. علينا أن نتبع مثل هذه السياسة الحكيمة في معالجة بعض قضايانا، وأخص بالذكر مشكلة سحب الجنسية ممن اكتسبها بحسب قانون المادة الثامنة. وهو ملف خطير وشائك. ونشكر صاحب السمو، حفظه الله، لاهتمامه بفتح هذا الملف الخطير، بعد أن كان محظورا، وإسناد هذه المهمة لمعالي وزير الداخلية، وهو شخصية كفؤة وذو قدرة على القيام بمثل هذه المهام الصعبة. ولكن كما أشرت، هذا الملف شائك وصعب، حيث يضم شخوصا كان هدفهم الاسترزاق من الحصول على الجنسية، ليتمتعوا بما فيها من مزايا ويتاجر بالجنسية، ولكن من بينهم أيضا شخصيات فاضلة رجالا ونساء، ومنهن زوجات فاضلات أحببن الدولة لأنها وطن أزواجهن وأبنائهن، تاريخهن مشرف، كما كان من بينهن زوجات لأزواج تولوا مناصب قيادية في الدولة، كوزير والنائب العام لدولة الكويت، ومنهم من كرمته الدولة وأسمت شوارع بأسمائهم. لذا كان من الأجدر التمييز بين كل فئة من تلك الفئات. نأمل إصلاح هذا الخطأ الفادح، الذي خلط الحابل بالنابل والمذنب بالبريء. وجرح كرامة كثير من المواطنين. في وطن كان مشهورا بوطن الإنسانية والتواضع واحترام مواطنيه ومراعاة مشاعرهم، حتى في فترة الاحتلال، حرص على ألا يكونوا بحاجة إلى المال، وأوصل المساعدات إليهم في كل بقعة يتواجد فيها مواطن. ومن هذا المنطلق أرى أن مسؤولية إصلاح هذا الخطأ واجب وطني يقع على كاهل كل مواطن يحب هذه الدولة ويحرص على سمعتها، وعلى هذا الأساس أرى ضرورة تشكيل لجنة وطنية مشتركة بين المواطنين وجهات حكومية للقيام بهذه المهمة، وأعني بها التمييز بين من اكتسب الجنسية حبا في الكويت وأهلها، ومن كان بنيته التمتع بما فيها من مزايا... والله ولي التوفيق.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/89983
2/12/2025
|
|
 |
|
|
|
|