الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
حذاء الزيدي بهجة للشرفاء.. وقهر للعملاء | رجوع
من أين اتتك هذه الفكرة العظيمة؟ لا شُـلَّـت يمينك ايها البطل الشجاع، لقد اقدمت على عملك البطولي مع علمك بأنك ستدفع ثمنا غاليا، وانه لا امل لديك في الفرار من تبعاته، ومع ذلك اقدمت عليه لانك مُصر على توجيه رسالة قوية الى وجه المجرم الذي دمر الامة ومن يسانده.

لقد ايقظت النخوة والشجاعة العربية، بعد ان ظن ذلك المحتل انهم قتلوها. لقد فرضت على بوش والعملاء ان يظهروا امام العالم انهم كانوا كاذبين عندما زعموا انهم هزموا المقاومة العراقية، فأكدت انها ما زالت قوية ومصرة على تطهير ارض الوطن من دنس الاحتلال والعملاء. لقد اثبتّ ان الشعب العراقي موحد في كراهية المحتل بعد ان ظل المحتل واعوانه يزعمون ان المقاومة محصورة في فئة من السنة، فأثبت عكس ذلك، وأجمع الخطباء من السنة والشيعة على تمجيد عملك، فأسقطت سياسة «فرق تسد» التي استغلها المحتل الاميركي ابشع استغلال ليشعل الفتن الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ليمزق صفوفه ونسيجه الاجتماعي. كانت بطولتك افضل موعظة قدمتها للمقاومة العراقية تطالبهم ليتوحدوا لمواجهة العدو الشرس وعملائه، لذلك كانت هيئة علماء العراق السنية اول جهة تحتفل بضربة حذائك، وأثنت قناة الرافدين التابعة لها على بطولتك.

لا شلت يمينك التي وجهت الاهانة الى وجه بوش رمز العنجهية، والسفاح الذي دمر العراق وافغانستان والصومال وشجع جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأشعل الفتن في لبنان، وتجاوزت جرائمه كل ما هو منسوب للنازية. جاء الى ارض العراق متسللا متخفيا كاللصوص لم يستأذن اهلها، اعتقادا منه انه هو المالك الحقيقي للعراق، اما شعبها فهم خدم وعبيد تحت رحمة جنوده. وبعد ان استقر به المقام في المنطقة الخضراء التي تسيطر عليها جيوشه دعا اركان الحكومة التي عينها ليودعهم ويشكرهم على اتفاقية العار التي وقعوها ليضعوا دولتهم تحت الوصاية والانتداب الاجنبي. لقد جاء بوش الى المنطقة مودعا، وهو يتصور انه سيستقبل بالورد، ولم يدر في خلده انه سيضرب بالاحذية. لذلك، ظل مندهشا مشدوها مدركا ان الحذاء يرمز الى كراهيته وكراهية بلاده، احتجاجا على السياسات التي اتبعتها في المنطقة. لقد ايقظه الحذاء من غيبوبته، وادرك ان مشاريعه في المنطقة بدأت تلفظ انفاسها، وان الاموال التي انفقت على الإعلام لتضليل شعوب المنطقة لتقبل الاحتلال لم تنفع شيئا. لذلك، لما عاد الى بلاده صرح بأنه قد ضُـلل وانه نادم على ما فعله في العراق.

كما وجه ذلك الحذاء الاهانة ذاتها الى وجه الذين ساندوا حروب بوش العدوانية وجرائمه المتوحشة، فانتفضوا انتفاضة الذلة والمهانة، رافعين اصواتهم المنكرة وشاهرين اقلامهم الرديئة ضد حذاء الزيدي، لانه وجه الاهانة الى وجه بوش، ووجه بوش في نظرهم اطهر من الدماء العربية البريئة التي تسيل في فلسطين والعراق وافغانستان بأسلحة بوش واوامره. لذلك، يصفون بطولته بالعمل الارهابي المهين المشين وانه تصرف غير عقلاني وبعيد عن الذوق والاخلاق والموضوعية الصحفية.. من علمهم الذوق والادب والاخلاق؟ لا بد انهم تربوا على ايدي آباء وامهات غرسوا فيهم حب العمالة، لذلك يستنكرون حذاء الزيدي ويمجدون حروب اميركا واسرائيل المدمرة. ويصفون الجماهير الشريفة التي فرحت بحذاء الزيدي على امتداد الوطنين العربي والاسلامي والعالم بأسره بالمغفلين الجهلة، وانه لفخر واعتزاز لهذه الجماهير العريضة الواسعة ان يأتيها الذم من امثالكم، الذين يذمون امجاد امتهم ويمجدون جرائم الصهيونية وفجورها. لقد اثبتت لكم تلك الجماهير انها اسمى من ان يؤثر اعلامكم في عقولها، فمهما علا صوتكم وازدادت قنواتكم الفضائية وصحافتكم وأنفقتم من اموال فلن تخدعوا هذه الامة لانها واعية بأهدافكم. لانكم تسخرون هذه الطاقات لخدمة الصهاينة. فلا بارك الله في جهودكم.. وجعلها عليكم حسرة ووبالا.

ومن المؤكد ان الشارع العربي الذي توحد في تمجيد بطولة الزيدي ليس ساذجا ولا سطحيا، فهو يعلم ان الحذاء لن يحرر العراق ولن يوقف الدماء في غزة، لان الصراع الدائر في المنطقة ارادته الصهيونية ان يكون قائما على الحديد والنار. انه يعلم ان الحذاء مجرد رمز يعبر عن كراهية اميركا وسياساتها والعملاء الذين جندوا لترويج فكر الاحتلال ونشر قيمه ومفاهيمه وتقبل التطبيع معه. ورسالة الى المجاهدين والمقاومين الشرفاء لاخبارهم ان الشارع العربي يقف معهم ويبارك جهودهم.


1/8/2009
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com